المعاقب المدير العام
عدد الرسائل : 113 البلد : العراق الجريح تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: (((رحيل رمضان ))) 2007-12-21, 10:22 | |
| ماذا بعد رحيل رمضان؟
أيهاالأحباب إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان .
الوقفة الأولى :
هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قد تولت..
انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام والقيام ، شهر المغفرة و الرحمة..
انقضى رمضان و كأنه ما كان .
انقضى رمضان..
وكم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .
انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة .
و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان .
انقضى رمضان :
ومن المقبول ؟؟
فنهنيه !!
و من المطرود ؟؟
فنعزيه !!
انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟ ؟
لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم :
أقبل الله منه ذلك أم رده عليه؟؟
هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟
و الله إن حالنا لعجيب غريب..فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم !!
لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .
و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول والجنة .
فيا عزيزي القارئ
عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهك ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ، و إذا نظرت إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين .
الوقفة الثانية :
أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري .
فما هو حالك بعد رمضان ؟
هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين .
هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟
هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟
أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.
الوقفة الثالثة :
يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك
تمهل قليلاً ، تفكر قليلاً
كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .
كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك ...
يا عبد الله ..
أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟
أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟
آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .
آه لو تدري أي بلاء نزل بك .
لقد استبدلت بالقرب بعدا، و بالحب بغضا .
لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك
إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا .
فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي .
و تذكر ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فغير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .
فإنا نوصيك بكلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب .
قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى .
قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛ حجوا لعظائم الأمور .
صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور ...صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ...
تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر ) ..
و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ... فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )
اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا ...
تحيات الادارة
| |
|